يستند إلى نظريات من القرن التاسع عشر لا تمت للواقع بصلة. إلّا أن الورقة الأخيرة الرابحة بيد المدافعين عن النيوليبرالية هي عدم وجود بديل لها، فهم يؤكّدون أن المجتمعات الشيوعية والديمقراطيات الاجتماعية، وحتى دول الرفاهية الاجتماعية المعتدلة كالولايات المتحدة، قد فشلت جميعاً، وأن مواطنيها رضوا بالنيوليبرالية بوصفها النهج الوحيد القابل للتطبيق.
وقد يكون نهجاً يشوبه النقص، إلا أنه النظام الاقتصادي الوحيد الممكن.” بمبضعِ جرّاح وجَلَدِ باحث وتصميم كاتب، يفتح تشوموسكي عيوننا على حقيقة أبرز الاتفاقيات الاقتصادية، والتي لم تنجح سوى في توسيع الفارق بين الناس ورواد السوق الحر والنظريات الاقتصادية النيوليبرالية.
يقف التاريخ بإحالاته المسجّلة، مع الباحث موقف الدليل على سجالات ظلت حكراً على مؤسسات الاقتصاد وسَدنة الشركات الكبرى، دون أن تجد طريقها بكامل ثقلها إلى المستفيد الأخير أو ربما الخاسر الوحيد، في لعبةٍ ظلّت تتحرك في أروقةٍ معتمةٍ رغم كل النور الموجود في العالم.
لا يتجشم باحثنا مغبّة أن يُخاطب عواطفنا، إنه يسرد التاريخ ويتوقف عند المقولات التأسيسية ويسائل المنظرين عن حقيقة أن الناس يأتون أخيراً في حلقة الربح، وأنه لا وجود لمفاهيم كانت تتسم بها روح السوق سابقاً، وأن الأمر منوطٌ اليوم، بالوعي وبالخيار الذي يعود إلينا وإليكم. طارق الخواجي، كاتب وناقد سعودي